مساء..للطالبة (آيات الصديق)

6- عهد الأصدقاء

ارتفع صوت آذان المغرب معلنا انتهاء يوم عمل شاق وعاد الجميع إلى منازلهم

وهدأت الحركة..

كالعادة فقد افترق الشباب لينالوا قسطا من الراحة، على أمل أن يلتقوا عند منتصف

الليل ليبدأوا سهرهم، عندما أوى الصاحبان عادل وسائد إلى مسكنهما بدأ سائد

بقص متاعب اليوم وطرائفه، وبالطبع كان حديثه كله عن ثرثرة العم صالح، و

قضاءه أزعج أيام حياته إذ رافقه.. أما عادل فقد كانت مترددا كيف يبدأ له الحديث

عن الفتاة, التي لم يدر حقا ما فعلت به..أطال التفكير فنسي أن يسمع كلمة واحدة

من حديث سائد، الذي عندما انتهى لاحظ غياب عادل في أفكار أخرى, فسأله:

خيرا يا عادل ما بك صامت؟ تلعثم عادل في الكلام وقال: أريد أن أحكي لك.

واعتدل في سريره ودار دورة صغيرة حول الغرفة، ثم عاد إلى سريره، و ذاك

يرمقه بتعجب إذ ليس من عادته التوتر..

قال له سائد: لحظة، انظر إلي قليلا، أرني عيناك.

- ما بك؟ ما بها عيناي؟

جلس سائد على السرير بعد أن كان مستلقيا وقال بتفحص: إنهما تبرقان لقد وقعت.

- ما الذي تقصده؟

- أخبرني جدي أن مثل هذا يسمى ببريق الحب..وأطلق ضحكة ساخرة من منظر

عادل وهو يطالعه بجدية بلهاء، قطعها عليه سائد قائلا: لا ترتبك يا رجل لقد كنت

أمازحك، ثم عاد للاستلقاء.

فأجابه عادل مبتسما: ولم مزاحا لم لا أكون قد وقعت حقا. كانت كلمات عادل خالية

من نكهة السخرية، مما جعل سائد ينهض من السرير ويقفز إلى عادل متعلقا برقبته،

وهو يصيح: هل هذا صحيح؟ أخبر ما الذي تعنيه هيا.

- انتظر لحظة تكاد تخنقني، أفلتني وسأخبرك.

أفلته سائد وقال: هات ما عندك إذا.

- اليوم في المحل زارتني فتاة، تبدو....كانت جميلة جدا.

ابتسم سائد ابتسامة حانية وقال: ما اسمها؟

- لا أدري

- أين تسكن؟

- لا أعلم أيضا

- إذا أحببتها دون أن تعلم عنها شيئا؟

- أنا لم أحبها ولكنني فقط....أقصد...لا أدري.

- اسمع يا صديقي...إن مثل هذا لا يعد حبا، هو ربما طيش شباب لا أكثر، اعرفها

جيدا قبل كل شيء، واحذر أن تجر نفسك إلى مزالق الهوى فكل واحد منها يؤدي

إلى طريق أشنع من الآخر، خاصة إن كانت تلك الفتاة (مساء) هي صدقني لعنة،

ربما سخر الكثيرون مني عندما قلت ذلك، ولكنها الحقيقة...والآن عدني ألا تجرك

مزالق الهوى.

تمعن عادل في وجه سائد مترددا ثم قال: أعدك أعدك أن أفعل ما بوسعي لذلك، وأنت عدني أن تكون معي دائما...

- أعدك

ابتسم الصديقان، ثم استلقى كل منهما على سريره بعد أن أطفآ المصباح، وغرق

كل منهما في أحلامه


يتبع..............