~][ من روائع القرآن][~
القرآن .. حامل التشريع والمصدر الأول له أوحى به الله _سبحانه وتعالى – إلى رسول الله محمد _صلى الله عليه وسلم_ ليحمله إلى امة الإسلام بما حواه من أحكام الدين و روائع القصص والعبر .. بفصاحته وبلاغته ليعلم الناس ما لم يعلموه .. ويحدثهم بما جاءت به الأمم السابقة.. إن ما يحويه القرآن أكبر من يعد في سطور .. وأوسع من أن يشمل في بضع كلمات مصفوفة ..لكن لعلنا نستطيع اقتباس بعض من آيات سوره التي حفظت لما حملته من العبر ..السورة : سورة لقمان .
الآيات: ( 13_19)
تعريف عام بالسورة : سورة لقمان هي سورة مكية تحدثت عن لقمان وهو رجل صالح آتاه الله الحكمة وقد تجلت حكمته في وصاياه لابنه ..الآيات وما كنزته لنا:قال تعالى:
""وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكَ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ""الشرك : من أكبر الكبائر التي حرمها الله والتي لا يغفر لفاعلها إلا بالتوبة النصوح ، تضمنها لقمان في هذه الوصايا لعظم ما تجلبه للإنسان من العذاب والنقمة في الدنيا والآخرة فيحدث ولده بذلك ويخبره إن الشرك هو ظلم عظيم فأي ظلم هو؟ هو ظلم الإنسان لنفسه حينما يعرضها لعذاب الله تعالى وهلاكه يوم الدين .. وظلم لها في دنياه أن يجعل مع الله إله آخر يعبده ويعرض نفسه لسخط الله ونقمته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
""وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمٌّهٌ وَهْنَاً عَلى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ وَإِلَيَّ المَصِيرُ""الوالدين : مربو الأبناء ومنشؤوا الأجيال .. يتعبون وينفقون مما لديهم من أجل راحة أبنائهم ويضعون سعادتهم فوق كل سعادة ولا ينتظرون منهم جزاء ، فالأم تحمل وتتعب ثم ترضع صغيرها ولا تبخل عليه بحنان أو عطف ، فيحث لقمان ولده على أن يبر والديه ويشكر الله .. فطاعة الوالدين تأتي بعد طاعة الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
""وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيَلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِئِّكُمُ بِمَا كُنُتمْ تَعْمَلُونَ""تورد الآية ضرورة اتباع الطريق السليم وعدم اتباع من يريد الجر إلى المعصية وإن كانا الوالدين فمع أن طاعتهما واجبة لكن هذا الوجوب لا يشمل الرد عن دين الإسلام والتحريض على الشرك ، والطاعة تكون في أمور الخير كلها وليس بما في معصية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"" يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْفِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ""يبين لقمان لولده عظيم قدرة الله تعالى في الكون حيث خلق السماوات بلا عمد وهو قادر على أن يفعل ما يريد ويأتي بما يريد به. وقادر على إهلاكه متى شاء وكيفما شاء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
""يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ""أن تشهد شهادة أن لا إله إلا الله غير كافٍ قط لتتم دينك فعليك بالصلاة وغيرها من الأركان لتتمه ولعله خص الصلاة هنا لأنها عمود الدين الذي إذا سقط سقط الدين كله ،أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو أساس إقامة مجتمع صالح خالٍ من السوء كل فرد فيه يتحمل مسؤولية أفعاله ومستعد لأن يقدم النصح لإخوانه ويبعدهم عن المعصية والشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
""وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحَاً إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ""أما أخلاق المسلم فهي التي تجعله مسلماً وتميزه عن غيره من سائر الناس ، فالتواضع سمته والحياء من أهم صفاته ،والعفة وقارٌ له ، فإن التكبر يحط من قيمة الفرد ويجعله ملفوظاً لدى الآخرين غير مرغوب فيه وبالتالي ينفرون منه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
""وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ"" أما آخر ما أورده لنا من درره فهو أن يسير المرء في اعتدال وخير الأمور أوسطها ،وخفض الصوت سواء كان رجلا أو امرأة فكلاهما سواسية في ذلك ، بل إنه يشبه الذي يرفع صوته بصوت الحمير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن تستطيع رؤية عظيم هذا الكلام إلا إن فتحت كتاب الله ، فأي كتاب ثقافي آخر لا يشمل روائع القرآن وحكمه فانظر وتمعن في آيات الله، فنظرة الإسلام للمجتمع نظرة متكاملة وشاملة لكل النواحي ، فلا تفوت عظيم هذه الفرصة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته