[size=29]
قوة فتاة
إنني فتاة كغيري من الفتيات اللاتي يعشن مرحلة المراهقة ، تشدني كثير من الأمور أهمها
الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز .... من محطة إلى أخرى بحثًا عن فيلم أجنبي يمتعني بمشاهدته
.. و كم كانت سعادتي شديدة عندما قرر أخي الكبير أن يدخل محطة
( Orbit) إلى جهازنا بكل ما فيها من الأفلام .... وصبرت أنتظر يومي الأربعاء و الخميس من كل
أسبوع بفارغ الصبر ... لأنها الأيام المسموح فيها السهر ... وما يمتعني بها انها الساعات التي أرى
فيها الأفلام وحدي بدون رقابة من الأهل .....
و تمر عليَّ الساعات ، ولا اكاد أشعر بنفسي أحيانًا إلا والخادمة قد صحت من نومها في الساعة
السابعة صباحًا تريد ترتيب المنزل ، فأنتبه و أُسرع إلى السرير قبل أن يستيقظ أحد أفراد المنزل من
النوم فيكتشف سهري إلى هذه الساعات المتأخرة ........
إن الأفلام التي تأتي على هذه القنوات لا تخضع للرقابة ، فاللقطات المثيرة و الملابس الفاضحة ولقطات
المجون التي كانت تشدني كثيرًا . و مضى على حالي هذا أكثر من ستة شهور ... بدأت ألاحظ بعدها
تغيري الشديد .... فقد أصبحت كمن أُدمن أمرًا ، ولكن كان أكبر تغير بخلاف تلك الهالات السوداء
التي حول عيني ، هو اعتياد هذه المناظر ، حتى خيل للحظات لو أنني رأيت مثلها في الشارع لما
استنكرت أو تعجبت ... ثم ازداد الأمر بي سوءًا ، فأصبحت أعيش مع تلك الشخصيات في خيالي
و أتحدث معها كل يوم ، و أحيانًا أحاول أقلدها و أكون مثلها .......
ولم أكن أشعر بفداحة ما فعلت إلا عندما لاحظت صديقاتي تغير شكلي و صوتي و حركاتي ............
بل حتى طموحي . و بدأت أشعر بالفرق في شخصيتي ....
و أصبحت أتضايق مما أنا فيه ... فقررت قرارًا أعتقد أنه أقوى قرار استطعت أن أتخذه إلى الأن في
حياتي .... وهو أن أُقاوم هذه الرغبة الداخلية في رؤية الأفلام ، والتي كنت وحدي أنا السبب في
نموها .. فوضعت برنامجًا سرت عليه لمدة شهر كامل ، استطعت بعده أن أعود تلك الفتاة التي لا تفتح
التلفاز إلا في ساعات الفراغ ، بل وتضع كل تلك الحواجز الإيمانية التي لا تسمح بقبول أي من هذه
المناظر . أتعلمون ماذا فعلت ؟
ورقة بسيطة كنت أضعها فوق التلفاز كل يوم أربعاء مكتوب عليها ( يا ابن آدم إنما أنت أيام )
كانت لحظات البداية هي الصعبة ، لكن الحمد لله استطعت أن أجتازها بنجاح ، و أقول لكل زميلة
لي تقرأ كلماتي إنها قوة الإرادة التي تجعل هناك فرقًا بين فتاة و أخرى ... فكونوا من أصحاب
الإرادات القوية .
تحية مفعمة بقوة الإرادة من الوردة البيضاء
و أطيب أمنيات المحبة لوله حافظ - الكود:
-